بوابة الوادى التعليمية
لو كنت مش مسجل فى المنتدى فنحن نرحب بك وندعوك للتسجيل فى المنتدى عن طريق الضغط على كلمة التسجيل
اما لو كنت مسجل فى المنتدى فتفضل بالدخول عن طريق الضغط على كلمة دخول
بوابة الوادى التعليمية
لو كنت مش مسجل فى المنتدى فنحن نرحب بك وندعوك للتسجيل فى المنتدى عن طريق الضغط على كلمة التسجيل
اما لو كنت مسجل فى المنتدى فتفضل بالدخول عن طريق الضغط على كلمة دخول
بوابة الوادى التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العميل السري - أجاثا كريستي 3

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Salma
نجم النجوم
نجم النجوم
Salma


انثى عدد المساهمات : 2158
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 31/05/2011

العميل السري - أجاثا كريستي 3 Empty
مُساهمةموضوع: العميل السري - أجاثا كريستي 3   العميل السري - أجاثا كريستي 3 Icon_minitimeالخميس يونيو 23, 2011 10:27 pm

[size=16] - آه .. نعم .. كلكم رجال .. اسأل السيدات ..
فقالت توبنس على الفور :
- اني مع مسز سبروت ..
وقالت مسز أوروك :
- لن تجد اما واحدة توافقك ..
وعادت توبنس تقول :
- وأنت يا سيد كارل.. ؟ اننا لم نسمع رأيك بعد ..
فأجاب كارل بتؤدة :
- انني اجنبي كما تعلمون .. ولا أعلم شيئا عن نظام بوليسكم .. وما اذا كان جديرا بهذه المهمة ..
ودخلت مسز برينا في تلك اللحظة ، فسألت :
- ماذا حدث؟
وسمعت القصة من الجميع .. فقالت في لهجة آمرة وكأنها سيدة الموقف :
- لا أوافق على الالتجاء الى البوليس مطلقا .. ان له طرقه العقيمة الملتوية ، ولكني أرى ان تبحثوا عن الطفلة بأنفسكم ..
وقال بلتشلي ثانية :
- انها فكرة .. هيا بنا .. ولا أعتقد انهم ابتعدوا كثيرا ...
فقالت مسز سبروت :
- نريد سيارة.. فلنتصل بهايدوك هوفن.. فلديته سيارة هيا بنا .. وسنستطيع اقتفاء اثر تلك المرأة بلا شك.. وسآتي معكم .
- لا يا سيدتي.. لا لزوم لمجيئك .. اتركي الامر لنا ..
- مستحيل ..

وما هي الا ثوان حتى كانوا قد اتصلوا بهايدوك .. فحضر بسيارته على الفور
وجلس تومي الى جواره وجلس الماجور بلتشلي ومسز سبروت و توبنس في المقعد
الخلفي .. وقبل ان تتحرك السيارة عادت مسز سبروت الى الفيلا وغابت لحظة ثم
رجعت ولما استفسرت منها توبنس عن سبب صعودها فتحت حقيبة يدها وارتها مسدسا
صغيرا ,, وقالت :
- أتيت بهذا من غرفة الماجور بلتشلي .. وكنت سمعت منه يوما ان لديه مسدسا واعتقد انه يفيدنا الان ..

وفكرت توبنس في عواطف الامومة ،، ان المرأة قد تفزع عندما ترى سلاحا ولكنها لا تتوانى عن استعماله اذا هدد فلذة كبدها خطر ..

وسارت السيارة .. الى محطة السكة الحديد كما اقترح الكوماندوز هايدوك اذ ان
قطار قد قام منذ عشرين دقيقة ويرجح ان يكون الخاطفون قد ركبوه وعندما
وصلوا الى المحطة بدءوا تحرياتهم كل في جهة وعاد الجميع الى السيارة دون
جدوى .. وقال هايدوك:
- لا بد ان الخاطفين كانوا قد أعدوا سيارة وأرسلوا تلك المرأة لتختطف الطفلة ثم ساروا بها الى مكان مجهول ..

فقالت توبنس :
- اذن .. لنضع أنفسنا في مركز الخاطفين .. أين تظنون أنهم كانوا ينتظرون
بالسيارة ؟ في مكان قريب من سان سوسي.. ولكن أي مكان يصلح لإخفاء سيارة لا
تجتذب إليها الانظار ,, فلنر .. لقد سارت المرأة مع بتي وانحدرتا مع التل
.. وهناك في بطن التل ، مكان يصلح لمثل ذلك ..

وفي تلك اللحظة تقدم اليهم رجل قصير القمة يبدو عليه التردد والإحجام .. يعرض قليل في مشيته وقال :
- لا تؤاخذوني فقد استمعت عرضا الى حديث السيد .. وهي صدفة غريبة اذ يخيل الي انني رأيت الطفلة التي كان يسأل بواب المحطة عنها ..
فصاحت مسز سبروت :
- تقول انك رأيتها .. أين ؟
- كانت مع سيدة غريبة المنظر ..
- أين سارتا ؟
- في هذا الاتجاه.. اتجاه القمة ..

فقال هايدوك وهو يجلس الى عجلة القيادة ويدير المحرك :
- تقول انها كانت تسير اتجاه القمة .. أليس كذلك ؟
- نعم .. عبر الميدان الكبير ..

قفز المتبقون في السيارة .. قبل ان يستكملوا الاستماع الى بقية حديث الرجل
.. وسارت السيارة مسرعة في شوارع البلدة .. حتى وصلت الى ميدان فسيح وهناك
قال الماجور بلتشلي :
- الافضل ان ننزل هنا ، ونصعد الى القمة سيرا على الاقدام ..
فأجاب هايدوك :
- هذا معقول جدا ولكني سأبذل جهدي لأصعد المنحدر بالسيارة رغم ان في ذلك مخاطرة .. ولكن ..
فقاطعته مسز سبروت قائلة :
- نعم .. نعم .. أرجوك أن تصعد .. فقد تأخرنا .. ويجب أن نسرع حتى نلحق بهما ..
فقال الكوماندوز كما لو كان يحادث نفسه :
- أرجو أن نكون وراء أثر صحيح وألا يكون ذلك القزم قد رأى امرأة أخرى . .معها طفلة .. ومع ذلك .. فلست أرى لهما أي أثر ..

وصعدت السيارة تزحف حتى وصلت القمة .. ثم أخذت تنحدر .. فتوقف هايدوك لحظة
وتناول منظاره المعظم .. الذي لا يفارقه وأخذ ينظر فيه لحظات في كل اتجاه
ثم صاح قائلا :
- ها هما .. انني أراهما .. هناك ..
ونظر الجميع حيث يشير .. كانت هناك نقطتان سواداون في الأفق البعيد تتحركان
وعادت السيارة تنهب الارض من جديد .. وبدأت المطاردة .. فرأوا النقطتين
تنكشف رويدا رويدا .. انهما شبحان ، أحدهما طويل والآخر قصير .. انهما
يتضحان قليلا ، سيدة تجر وراءها طفلة .. نعم .. ان الطفلة ترتدي ثوبا أخضر
اللون . انها بتي .. وصاحت مسز سبروت .. وقال الماجور بلتشلي وهو يصفق :
- ها نحن قد وصلنا اليهما ..
وفجأة أحست المرأة بدنوا السيارة منها .. فصرخت ورفعت الطفلة محتضنة إياها ،
وأخذت تجري بها نحو المنحدر .. فتوقفت السيارة اذ انها لا تستطيع ان
تتبعها في ذلك الطريق الوعر .. وخرج ركاب السيارة منها وكانت مسز سبروت
أولهم . وبدأت نجري نحوهما حتى اصبحت على بعد عشرين خطوة منهما فتوقفت ..
كانت المرأة ممسكة بالطفلة بين ذراعيها وقد وقفت على حافة المنحدر ، فصاح هايدوك :
- رباه .. أخشى أن تقذف بالطفلة على الهاوية ..
وقفت المرأة وقد تجسم الحقد في عينيها وصاحت بكلمات لم يفهمها أحد ، وأخذت
تنظر الى الهاوية حينا والى المهاجمين حينا آخر .. وكان واضحا أنها تهدد
بقذف الطفلة في الهاوية ..
فوقف الجميع مبهوتين وقد أقلقهم الرعب دون أن يستطيعوا الحركة خوفا من
الفاجعة المنتظرة .. ومد هايدوك يده في جيبه وأخرج مسدسا ضخما وصاح :
- انزلي الطفلة أو أطلق النار ..
فضحكت المرأة الغريبة وزاد احتضانها للطفلة حتى أصبحتا كأنهما جسد واحد .. فغمغم هايدوك :
- اني لا أستطيع اطلاق النار خشية اصابة الطفلة ..
وقال تومي :
- هذه المرأة مخبولة بلا شك وأتوقع أن تقفز هي والطفلة الى الهاوية بعد
لحظة . وفي تلك اللحظة دوى صوت طلق ناري فترنحت المرأة ثم سقطت ولا تزال
الطفلة بين ذراعيها .. وجرى الرجال حيث سقطت ، بينما وقفت مسز سبروت تترنح
وفي يدها المسدس يتصاعد الدخان من فوهته ، ثم خطت بضع خطوات الى الامام ..

ركع تومي الى جوار الجسدين فرأى وجه المرأة وكانت عيناها مفتوحتين ، وقبل
أن تنبس بحرف شهقت الشهقة الأخيرة وتراخت ذراعاها .. فتخلصت منها بتي وجربت
نحو مسز سبروت التي كانت قد تصلبت أعضاؤها كأنها تمثال ، فرمت المسدس
بعيدا ، ثم صاحت وهي تعانق الطفلة :
- انها سليمة .. سليمة .. بتي .. بتي العزيزة ..
ثم همست في جزع : هل .. هل ماتت ؟ هل قتلتها ؟
فقالت توبنس في عزم :
- لا تفكري فيها الان .. فكري في بتي العزيزة ..
فأخذت مسز سبروت تنشج في صوت مبحوح وسارب توبنس الى حيث وقف الرجال وكان هايدوك يقول :
- انها معجزة دامية.. وأترف انني لا استطيع اصابة مثل هذا الهدف .. واني لا
أتصور أن مسز سبروت سبق لها استعمال المسدس قبل هذه المرة .. انها معجزة
الغريرة لا أكثر ولا أقل ..
وقالت توبنس :
- الحمد لله .. فقد نجت الطفلة على كل حال ..


*
*
* * *
* *
*


:: الفصل الثامن ::



وبعد أيام .. بدأ التحقيق في حادث مصرع المرأة الغريبة بعد أن قام البوليس
بتحرياته ، لتحقيق شخصيتها ، وعرف أنها تدعى " واندا بولونكا " من اللاجئين
البولنديين وكانت مسز سبروت قد نقلت بالسيارة إلى سان سوسي بعد وقوع
الحادث محطمة الاعصاب وقد تعاون الجميع على الترفيه عنها.. بمختلف الوسائل،
واتصل الكوماندوز هايدوك بالبوليس وأرشدهم إلى حيث وقعت المأساة ولولا
اهتمام الصحف بالأخبار الحربية لاحتل هذا الحادث أبرز مكان فيها ..

واتخذ التحقيق مجراه العادي فاستدعيت السيدة كالفنت المشرفة على شؤون
اللاجئين في تلك المقاطعة فأدلت معلوماتها عن واند بولونكا وتتلخص في انها
كانت من عائلة بولونية ، قتل النازيون كل أقاربها و انها كانت شبه مخبولة
وان سلوكها كان موضع شبهة فقد وجد معها مل كثير بالنسبة الى من هم في
مركزها، وقد ظهر من مراقبتها انها ليست ممن يضمرون الخير لبريطانيا..

أما مسز سبروت فقد غرقت في دموعها عندما استدعيت للتحقيق وكان المحقق رفيقا بها وقد فسرت ما حدث انه كان بلا وعي منها ..
وسألها المحقق عما اذا ما كانت قد اعتادت استعمال الاسلحة النارية، فأجابت بالنفي ثم نفت معرفتها بالمرأة القتيل قبل الحادث ..

أما هايدوك فقد أدلى بكل ما قام به في عملية المطاردة ولما سأله المحقق عما
اذا كان متأكدا من أن المرأة قد بدا عليها النزوع للقفز الى الهاوية أجاب:

- اما انها كانت تنوي ذلك أو على الاقل ان ترمي بالطفلة فذلك ما اعتقده وقد
خيل الي ان الحقد متجسم في نظراتها.. وقد فكرت شخصيا في اطلاق النار عليها
ولكنها كانت قد اتخذت من الطفلة درعا.. وقد تحملت مسز سبروت المسؤولية
فأنقذت الطفلة..

وأخذت مسز سبروت تتشنج من جديد..
أما شهادة مسز بلنكنسوب فكانت قصيرة ولم تخرج عما أدلى به الكوماندوز..
و تلا ذلك مستر ميدوز وقد أمن على الاقوال السابقة وبعد انهاء التحقيق
اعتبر المحقق أن الحادث تم تحت تأثير ظروف قاهرة لا حيلة للفاعلة فيها وأن
القتل وقع فعلا ولكن دون سبق اصرار او ترصد أو حتى تفكير فيه وهكذا اعتبرت
مسز سبروت غير متحملة مسئولية ما فعلت ..

وفي اليوم التالي تقابل مستر ميدوز ومسز بلنكنسوب ودار بينهما حديث طويل عن تلك القضية الغريبة التي فاجأتهما ، وقال تومي :
- ان مجرى الحوادث من كل ناحية لا يعجبني مطلقا..
وقد وافقته توبنس .. فقد كان الجيش الفرنسي يتراجع بدون توقف ، وكان الجلاء
عن " دنكرك " على أشده، كما كان سقوط باريس متوقعا في أية لحظة..
وقال تومي :
- وماذا عن كارل فون دينيم والمرأة البولندية ؟ هل تعتقدين انها كان يعملان سويا ؟
- لابد انهما كانا مرتبطين بطريق ما.. ولا تنس انني رأيتهما يتحدثان..
- اذن لا بد أن يكون كارل هو الذي دبر الاختطاف ..
- لماذا يختطفون هذه الطفلة بالذات ؟ ومن هم .. آل سبروت .. لا أعتقد أنهم
من الاغنياء.. ثم أنهم عديمو الاتصالات الحكومية التي قد ينتفع بها العدو
مثلا,,
- اني افهم ذلك يا تومي .. وبودي لو كشفت السر ..
- وهل لدى مسز سبرون أية فكرة عن سبب الاختطاف ؟
- ان تلك المرأة .. أعني مسز سبروت .. ليست لها مقدرة على التفكير وكل ما تقوله .. ان هذا هو ما يفعله الألمان بأعدائهم ..
- تلك الغبية .. انها لا تعلم أن الألمان قوم في غاية الذكاء فهم لا
يختطفون فأرا الا اذا كان هناك من الاسباب القوية ما يدعو الى اختطافه ..
فقالت توبنس :
- أعتقد أن مسز سبروت تستطيع أن تدرك السب لو انها فكرت وحاولت معرفته..
فلا بد أن يكون هناك سبب.. نعم .. لا بد أن تكون هناك معلومات ما .. تعرفها
هي ، دون أن تعلم أن هذه المعلومات هي السبب ..
- هل حاولت ان تقنعي مسز سبروت أن تعمل على تحريك ذهنها بعض الشيء .
- نعم حاولت .. ولكن دون جذوى .. ان ما يهمها ,, أن بتي عادت اليها ثم لا
تنس احساسها بأنها قد أصبحت قاتلة في نظر نفسها على الاقل..
- ان النساء مخلوقات عجيبة .. في لحظة خيل الي ان مسز سبروت تستطيع قتل
فرقة كاملة لاستعادة طفلتها .. و الان أراها تموت فزعا لمجرد ذكر القصة..
- لقد التمس لها المحقق العذر .. كان هذا طبيعيا,,
- اعتقد أن عدم ادراك قيمة ونتائج استعمال المسدس هو الذي دفعها الى تحريك
زناده.. فلو انها كانت فكرت في العواقب المحتملة لما اقدمت على اطلاقه..
- اذكر ان شيئا كهذا ورد في التوراة عن سيدنا داوود و جوليات الفلسطيني ...
- أوه .. لقد طافت بذهني فكرة مماثلة . ثم عدت فنسيتها في الحال ..
- هل كانت عن المقلاع الذي قذف به داوود ذلك الفلسطيني فأرداه قتيلا ؟
- لا .. لا .. انتظري لحظة .. انه كان .. عن .. سليمان الحكيم..
- عن معابد سليمان وكنوزه .. والحريم ..
- كفى .. كفى .. انك تعصب الامور .. ما علينا .. كم أود أن أذكر بماذا كان
وجه واندا يذكرني .. فقد أحسست عندما رأيتها لأول مرة أن وجهها ليس غريبا
علي ..
- هل تعتقدين أنك رأيتها في مكان ما قبل الان ؟
- كلا .. فأنا متأكدة أنني لم أرها من قبل .. ولكني ..
- ان شيلا برينا وأمها يختلفان في منظرهما عن واندا تمام الاختلاف ..
- نعم .. ومع ذلك يا تومي .. فاني أظن أن ثمة علاقة بين ذلك الانذار وآل برينا .. ويخيل إلي ان واحدة منهما هي التي وضعته ..
- اذن تعتقدين أن آل برينا و كارل و واندا بولونكا شركاء؟
- نعم .. ألا تذكر اللحظة التي تدخلت فيها مسز برينا ؟ ثم ألا تذكر أيضا
أنها كانت في صف من عارض في تبليغ البوليس .. وأنها ملكت زمام الموقف كله ؟

- وهكذا .. ألا تزالين تعتبرينها ( م ) ؟
- بلى .. ألست من رأيي؟
- ربما ..
- لماذا يا تومي .. هل لديك فكرة أخرى ؟ ألا تحدثني عنها؟
- أفضل ألا أحدثك عنها في الوقت الحاضر على الاقل فان تخميناتي ما زالت غير
مركزة .. بل على العكس ، أعتقد أننا أمسكنا بطرف الخيط الذي يؤدي الى ( ن )
وليس الى ( م ) كما تعتقدين . .ولهذا أفضل أن يعمل كل منا – ولو بتخميناته
– منفردا..

وكان تومي يفكر في نفسه.. ان بلتشلي شخصية لا غبار عليها .. ثم انه كان
متحمسا لتبليغ البوليس .. ولكنه في نفس الوقت كان واثقا من ان ام الطفلة لن
تقبل .. وعلمه بوجود الانذار وفهمه لعقلية الام جعلاه على ثقة من النتائج ،
ومع ذلك .. فان العكس جائز وعلى أية حال .. وعاد تومي يسأل نفسه من جديد
,, لماذا تختطف بتي سبروت ؟!

وعندما انصرفت توبنس متجهة إلى غرفتها لم تلحظ وقوف سيارة البوليس باب سان
سوسي .. فقد كانت غارقة في تأملاتها حتى وصلت إلى باب غرفتها ولكنها تنبهت
بعد أن خطت الخطوة الأولى وصاحت :
- شيلا !
واستدارت الفتاة وواجهت توبنس .. كان الذعر والأسى مرتسمين على وجهها فقالت :
- كنت أنتظرك يا مسز بلنكنسوب ، واني سعيدة اذ حضرت ..
- ما الخبر؟
- لقد قبضوا على كارل ..
- من ؟ البوليس ؟

لقد رثت توبنس لحال الفتاة ,, انها مغرمة بكارل فون دينيم وحتى لو كان
كلاهما في نظرها على الاقل متهما بالخيانة الوطنية، فان تقدير عاطفة الحب
من وجهة النظر الانسانية أمر لا تستطيع توبنس الا ان تحس به ولا تغفله ..
وعادت شيلا تقول :
- ماذا أفعل ؟
وارتجفت توبنس لبساطة السؤال .. فلم تجد ما تقول سوى أن غمغمت :
- أواه يا عزيزتي ..
- لقد أخذوه .. وهكذا لن أراه ثانية .. ماذا أفعل؟ نعم ما أفعل ؟ ...
وانفجرت تبكي بحرارة من كل قلبها ثم تهاوت على الفراش.. فجلست توبنس الى جوارها تمسح على رأسها وقالت :
- ربما لا يجدون شيئا ضده فلا تجزعي .. وكل ما في الامر انهم سيعتقلونه ولا تنسي أنهم سيعتقلون كل رعايا الأعداء..
- لم يكن هذا ما قالون.. انهم يفتشون غرفته الان ..
- لا شك أنهم لن يجدو فيها ما يؤذيه .. أليس كذلك ؟
- لن يهم البوليس ان يكون بريئا او مذنبا .. انهم سيلصقون به التهمة..
- هذا خطأ.. بل مستحيل .. انك تثقين في الناس يا شيلا,, وتطمئنين الى
كلامهم أكثر من اللازم .. ولعل هذا هو موقفك حيال كارل.. ولعلك كنت على
خطأ..
- اذن أنت أيضا ضده .. أواه .. فقد ظننتك تميلين إليه بعض الشيء..
- استمعي الي يا شيلا .. ان الميل أو عدمه ليس لهما دخل في الوقائع
المادية، فهذه البلاد وألمانيا في حالة حرب .. وهناك وسائل عديدة يخدم بها
المرء وطنه .. منها أن يحصل مثلا على معلومات يرسلها الى وطنه من خلف
الخطوط.. وهو عمل فيه كثير من الشجاعة وإنكار الذات ولكن القانون الدولي لا
يعترف به..
- هل تظنين أن كارل؟
- ربما .. ربما كان يخدم وطنه عن هذا الطريق .. ان هذا محتمل .. ربما كان
عمله أن يأتي الى هذه البلاد كلاجئ ، وأن يتظاهر بعدائه الشديد للنازية
وهكذا يستطيع أن يحصل على ما يريد من معلومات..
- هذا لا ينطبق على الواقع .. فاني اعرف كارل جيدا.. وقد عرفت قلبه كما
عرفت عقله الذي لا يفكر الا في العلم وفي عمله وهو يحس انه مدين لانجلترا
لأنها آوته ومنحته الفرصة ليعمل فيها ولو انه أحيانا – عندما يهان – يحس
بألمانيته.. ويتألم .. ولكنه يكره النازيين وما يدعون إليه وبخاصة انكارهم
لحرية الفرد .,.
- هذا ما يقوله من كان في مثل مركزه..
- اذن أنت تعتقدين أنه جاسوس؟
- هذا ما أظنه .. انه مجرد احتمال ..
- اذن يؤسفني أنني لجأت إليك لمساعدته ,,
وخرجت الفتاة بعد أن صفقت الباب خلفها ,,


* * *

رفع الرجل المسن سنارته من الماء ثم أرتكز على دفة القارب وقال:
- لا شك في ذلك.. واني أخشى أن يكون ..
فأجاب تومي :
- نعم، ويؤسفني ما حدث فانه شاب لا بأس به ..
- انهم لا يختارون سوى أمثاله من الشباب الشجعان لمثل هذه المهمات .. ومع
كل فقد وجدوا ورقة كتب فيها بالمعادلات الكيميائية أسماء العمال الذين
يشتغلون تحت أمرته في المصنع والذين يمكن التأثير عليهم .. كما عثروا على
مذكرات عن مشروع كيميائي مريع لتسميم الاغذية ، أعده السيد كارل..
- ألا يمكن أن تكون هذه الاوراق قد دست عليه .. ؟
- أوه .. هذا افتراض زوجتك بلا شك .. لها الحق في ذلك .. فهو فتى في ريعان
الشباب .. ولكني شخصيا لا أعتقد في براءته .. فذلك الحبر السري الذي وجدناه
في المعمل مخبأ بحذق ومهارة وتلك المادة السامة التي صبها على هيئة أزرار
وكان يذيبها في الماء ثم يبلل به أربطة الأحذية .. تلك الأربطة التي وجدنا
مئات منها معلقة في حجرته لتجفيفها ، ان هذه أدلة بالتقبل الشك ..
وعندما عاد تومي ليقص على توبنس خلاصة هذا الحديث صاحت :
- أربطة أحذية .. ماذا تقول ! ان هذا يفسر كل شيء ..
- ماذا ؟
- بتي أيها الغبي ,, ألا تذكر ماذا كانت تعمل في غرفتي ! عندما حلت أربطة
حذائي وبللتها في كوب اللبن .. ظننت ذلك حينئذ عبث أطفال.. ولكنها لابد رأت
كارل يفعل ذلك فقلدته .. ولعله خشي أن تقول الطفلة شيئا عما رأته فاتفق مع
تلك المرأة على اختطاف بتي ..
- وهكذا اتضح كل شيء ..
- نعم .. وكم أود أن تنكشف لنا بقية الأمور .. فالأحوال الحربية العامة في
غاية الخطورة .. وكل سواحل فرنسا أصبحت في أيدي العدو وأصبح الغزو قريب
الحدوث ..
- وكان كارل حلقة ا لسلسلة ولعل مسز برينا هي الرأس المدبرة ..
- نعم .. ولكنا لم نجد ما يدينها ..
- وهي ليست من الغباء بحيث ترمي بنفسها بين أيدينا ..
- على ذلك يمكن اعتبارها ( م ) ..
فهز تومي رأسه موافقا وقال :
- اذن فعلينا أن نتابع مراقبتها وعليك الاتصال بألبرت ..
- اتصل أنت به .. اذ سأذهب للعب الجولف ..
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr.Hisham
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى



ذكر عدد المساهمات : 1901
التقييم : 0
تاريخ الميلاد : 15/09/1984
تاريخ التسجيل : 07/09/2010
العمر : 39

العميل السري - أجاثا كريستي 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العميل السري - أجاثا كريستي 3   العميل السري - أجاثا كريستي 3 Icon_minitimeالخميس يونيو 23, 2011 10:47 pm

شكراً على الرواية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Salma
نجم النجوم
نجم النجوم
Salma


انثى عدد المساهمات : 2158
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 31/05/2011

العميل السري - أجاثا كريستي 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العميل السري - أجاثا كريستي 3   العميل السري - أجاثا كريستي 3 Icon_minitimeالخميس يونيو 23, 2011 10:48 pm

شكرا على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العميل السري - أجاثا كريستي 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بوابة الوادى التعليمية :: ركن الادب والشعر :: قصص وروايات-
انتقل الى: