ابو الغيط يقول: لم اهرب ولا احمل جنسية غير الجنسية المصرية

فى أول ظهور له عقب الثورة المصرية فى وسائل الإعلام، نفى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرى الأسبق، ما تردد من أنباء حول سفره للخارج أو حمله لجنسية أخرى غير المصرية، مؤكدا على أنه متواجد فى كفر الحصاصة بمحافظة القليوبية، لافتا إلى أنه قد أكل "بط بلدى" أول أمس مع مجموعة من أصدقائه بالقرية.

وأكد أبو الغيط، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "القاهرة اليوم" مساء أمس الأحد مع الإعلامى عمرو أديب على قناة "أوربت"، أن كل ما تردد من أخبار حول هروبه للخارج هى مجرد إشاعات، وأخبار خاطئة، لافتا إلى اتصاله برئيس تحرير تلك الجريدة التى نشرت خبرا يفيد بأنه يحمل الجنسية البريطانية، وطلب من رئيس تحريرها أن ينشر تكذيب لذلك الخبر فى عدد الغد، مؤكدا أنه لم يكن لديه أى جنسيات أخرى غير الجنسية المصرية، ومن المستحيل أن يتنازل عنها مهما حصل أو تحت أى ظروف، وذلك لأنه خدم البلاد 46 عاما، ودافع عنها ومّثلها فى محافل مختلفة.

ولفت أبو الغيط، إلى أن آخر مرة سافر فيها خارج مصر كانت لحضور القمة الإفريقية، وعاد إلى البلاد يوم 30 يناير، ولم يغادر البلاد مرة أخرى، وظل بعدها يشارك باللجان الشعبية بمصر الجديدة، وحماية الشوارع كباقى المصريين فى ذلك الوقت.

وأشار أبو الغيط، إلى أن مصر بعد الثورة ستكون أفضل فى السياسة الخارجية بالممارسة الديمقراطية، خاصة أنها دولة كبيرة فى الشرق الأوسط، ولها موقع جغرافى متميز، إلى جانب قوة شعبها ومركزها فى قلب الوطن العربى.

وأكد أبو الغيط أن آخر مرة التقى فيها بالرئيس السابق مبارك كانت يوم 9 فبراير، أى قبل التنحى بيومين حيث كان من المقرر أن يلتقى مبارك بالمبعوث الروسى، "سلطانوف " المسئول عن علاقات روسيا بالشرق الأوسط، وبحث الأوضاع فى مصر، مشيرا إلى أنه لم يلمح على وجه الرئيس السابق مبارك أى علامات تشير إلى نيته للتنحى، مضيفا أنه لم يحضر مقابلة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد بالرئيس السابق، ولم يعرف ماذا جرى فى هذا الاجتماع.

وعن التطبيع مع إيران، أكد أبو الغيط أن هناك مبدأً يتعامل به كل الدبلوماسيين المصريين من كافة المدارس الدبلوماسية المختلفة بوزارة الخارجية المصرية، وهو أن إيران دولة إسلامية ذات تأثير وأهمية فى الشرق الأوسط، لافتا إلى أن إيران وتركيا ومصر يمثلون قلب العالم الإسلامى، وأضيفت لهم مؤخرا فى العقود الأخيرة المملكة العربية السعودية، وبالتالى هناك أربعة دول يجب أن تتسم العلاقات بينهم بالحيوية، وكل منهم فى موقعه يدافع عن إقليمه ضد أى عدوان خارجى، ولعل أهمها القوى الغربية، وهذا هو مبدأ الدبلوماسية المصرية، لكن الدولة الإيرانية بها الكثير من المشاكل مع دول الخليج، والعالم الغربى، لذا يجب الاقتراب من إيران بشكل منضبط، وأن يكون له هدف وذات عائد مع مراعاة المصريين الموجودين فى الخليج، فيجب أن تبنى العلاقة مع إيران مع مراعاة عدم المساس بمنظومة العلاقات المصرية الخليجية.

وأوضح أبو الغيط، أن هناك ست أسباب كانت وراء وجوب تنحى الرئيس مبارك فى ذلك التوقيت، وهى تقدم سنه حيث بلغ 83 عاما، وبدأت سيطرته على البلاد تقل، وثانيها الحديث المستمر عن التوريث غير المقبول، والمرفوض جملة وتفصيلا، لافتا إلى تصريحاته الذى رفض فيها فكرة التوريث قبل التنحى بعدة أشهر.

وثالث هذه الأسباب تحالف رأس المال مع السلطة، ورابعها أداء الشرطة غير المقبول، وخامسها الانتخابات التى كان لها دور كبير فى إسقاط النظام، وفيما يتعلق بالسبب السادس كان ضعف الأداء الإدارى، مشيرا إلى أنه كان يقول للرئيس السابق كل تلك الأسباب فى المناقشات المختلفة، لكن الرئيس السابق كانت له رؤية مختلفة حيث كان له فهم آخر للأمور.

وحول رؤية الرئيس السابق للحياة السياسية بمصر والأحزاب القائمة فى ظل النظام السابق، أكد أبو الغيط أن مبارك كان ينظر إلى تلك الأحزاب على أنها مجرد أحزاب كرتونية، وليس لها تأثير حقيقى بالشارع المصرى.

وعن أكثر الشخصيات التى كانت تؤثر على شخصية الرئيس السابق، رفض أبو الغيط أن يوضح من هى أكثر الشخصيات المؤثرة على مبارك مبررا ذلك بأنه غير مقيم معه، فى إشارة إلى أن الرئيس السابق، كان على اتصال دائم برئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى، كما أن الدكتور زكريا عزمى كان مقربًا جدا من الرئيس السابق مبارك، ورفض أبو الغيط أيضا الحديث عن ثروة مبارك؛ قائلا لا ينبغى التدخل فيما لا يخصه.

وأكد أبو الغيط أن كبرياء الرئيس السابق منعته من الهروب إلى خارج البلاد، بالرغم من العروض التى عُرضت عليه للخروج من مصر.

ووصف أبو الغيط تأثير جمال مبارك على الوضع المصرى بأنه تأثير مرعب، ومع ذلك لا يجرؤ أن يتدخل فى السياسة الخارجية لأنها تدار من جهاز الأمن القومى والمخابرات ووزارة الخارجية، مشيرا إلى قوة جمال مبارك الجبّارة فى السياسة الداخلية.

وفيما يتعلق بالبزخ فى الإنفاق من جانب الرئيس على نفسه خلال سفره للخارج وحضوره الاجتماعات حول العالم، أكد أبو الغيط أن مبارك فى حالة خروجه من مصر كان يظل فى حجرته، ولا يخرج منها إلا على الاجتماع المزمع إقامته مباشرة، ولا يحب الصرف بل كان هناك ترشيد فى الإنفاق، ولم يستجب إلى أى دعوة للعشاء من الدبلوماسيين بأى مطعم.

وحول الأزمة المتفاقمة حاليا بين القوى السياسية المصرية الانتخابات أم الدستور أولاً، قال أبو الغيط إن المنطق يدعو أن نقوم بعمل دستور أولا، وعلى أساسه نبدأ فى عمل انتخابات رئاسية وبرلمانية، لافتا إلى الاستفتاء الذى جرى فى مارس الماضى ووافق فيه النسبة الأكبر على إجراء الانتخابات أولا، مؤكدا على أنه مؤيد للتعديلات الدستورية لحرصه على استقرار الأوضاع الأمنية، لافتا إلى تأييده إلى إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة على أنه برلمان انتقالى لوضع الدستور، ويجرى على أساسه استفتاء شعبى ثم تجرى انتخابات برلمانية مرة أخرى.

ولفت أبو الغيط إلى أنه التقى بالدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى والدكتور نبيل العربى، منذ أربعة أيام فى قصر التحرير لتكريمه على إنهاء عمله فى الخارجية، مشيرا إلى أنه وجه للدكتور البرادعى كلمة يقول له فيها إنه قام بدور وطنى يحسب له، وأطلق شرارة فى المجتمع المصرى، عقب عودته من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن البرادعى لم يساهم فى ضرب العراق كما يدعى البعض، مضيفا أن البرادعى وعمرو موسى كلاهما رجل دبلوماسى خدم هذا البلد، وأن لديهما خبرة فى الإدارة.

وأشار إلى أن مبارك كان لا يكره البرادعى لكن مع تقدم سنه، أصبحت هناك حاجة للخلافة، وظهور شخصيات أخرى استثارت حساسيته.

مشكووووووووووووووووووور على الأخبار